vendredi 27 avril 2018

إضافة إلى الشهادة الجامعية، ما الذي قد تستفيده من الجامعة؟




الجامعة هي مجتمع داخل مجتمع وحياة داخل حياة دون شك. الكثير يقولون أن فائدة الحياة الجامعية الوحيد تتلخص في الحصول على الشهادة الجامعية التي تؤهلك لنيل وظيفة جيدة والحصول على مساقٍ وظيفي متنامٍ. لكن الجامعة كيان أكبر من ذلك بكثير، وبالتأكيد فوائده أكثر بمراحل من مجرد شهادة تضمن لك وظيفة أو قد تعلّقها على حائط غرفتك بالنهاية وتنتحب جانبها لأن نسبة طلبها في سوق العمل محدودة.


في مقال اليوم نطرح عليك العديد من الفوائد التي تمنحها لك فترة الحياة الجامعية دون أن تشعر، والتي تبني بالتدريج الشخصية الأفضل التي يجب أن تكون عليها بعد الانتهاء منها، هيا بنا!


 الاجتماعية

في الجامعة أنت قد تدخل بشخصية منطوية وغير قادرة على الاختلاط والتعامل مع البشر، وتخرج منها شخصية مختلفة تمامًا لديك العديد من الأصدقاء ومكوناً لشبكة علاقات مهولة جدًا لم تحلم في يوم من الأيام بفرضية وجودها حتى.


الشيء الجيد في الجامعة بالنسبة لهذه النقطة هو أنك تكون مُجبرًا على التعامل كيلا تتأخر عن زملائك وترسب، فتكوين العلاقات في الجامعة بينك وبين زملائك، وبينك وبين الأساتذة والمعيدين الجامعيين أمر هام جدًا للحصول على الاتزان المطلوب في تقدمك الدراسي. بجانب أن تلك العلاقات ترفع بالتدريج من مستوى اجتماعيتك، بل وتُخرجك من الاكتئاب إذا كان يحاوطك من كل حدب وصوب كما يفعل مع الملايين من الطلاب الذين يخرجون من مرحلة الثانوية/التوجيهية ويدخلون مرحلة الجامعة التي تمثل لهم معدة الوحش التي سوف يُهضمون فيها وتضمحل شخصيتهم بالتدريج.


 تنظيم الوقت

الكثير من المحاضرات والكثير جدًا من التكليفات والامتحانات والمعامل العملية والقائمة تطول حتى فناء الكون، كل ذلك يستهلك يوم الطالب بالكامل، ولا يستطيع التعامل معه في البداية بالطريقة المطلوبة. لكن مع الوقت وتكرر حدوث كل تلك الأشياء بجانب بعضها البعض تتكون لدى الطالب آلية تنظيمية تستطيع الجمع بين كل ذلك.


وذلك ما نُسميه بالتنظيم الأمثل للوقت. فتنظيم الوقت هو الفائدة الأعظم التي تُعطيها الجامعة للطلبة، فكل تلك الضغوطات تخوّل الطالب من التمكن من تلك الآلية، فبالتالي يستطيع تطبيقها في كافة مناحي حياته المستقبلية. وذلك دون شك سيفيده في حياته العملية والاجتماعية والشخصية أيضًا.


 وضع ميزانية جيدة

الحياة الجامعية مُكلفة للعديدين. فإذا كنت تعيش في سكن جامعي خارج محافظتك أو مقاطعتك الأم، أو كانت مصروفاتك الجامعية كثيرة ومتشعبة، سيكون تنظيم الميزانية أمر حتمي لا مفر منه. ففي هذه الحالة يعمد الطالب إلى وضع مصروفه/مبلغه المالي الشهري أمامه ويبدأ في وضع أولويات الإنفاق الشهري ويشرع في تقليل المبلغ شيئًا فشيئًا حتى يضمن أن الشهر سيمر بسلام، بجانب وضع مبلغ إضافي جانبًا لأي طارئ قد يحدث.


فهنا الحياة الجامعية تُعلّمك كيفية وضع ميزانية مالية شهرية جيدة، فبالتالي تُفيدك في حساب مدى إنفاقك بالمستقبل، خصوصًا إذا أردت أن تصبح ربّ أسرة ويكون إطعام أفواه كثيرة مسؤوليتك ومهمتك الأولى.


 الاستقلال وتحمل المسؤولية

كونك طالبًا جامعيًا في حد ذاته شيء يشعرك بالاستقلالية بعض الشيء. ففي هذا السن تستطيع أن تبحث عن عمل ذي دوام جزئي لتُغطي بعضًا من مصاريفك الشهرية، أو تسعى/تسعين للبحث عن حبيبة أو حبيب وتعيش فترة الحب التي طالما حلمت بها، والكثير والكثير من الأشياء التي تخبرك أنك أخيرًا أصبحت البالغ الذي تنشده.


وأيضًا في تلك الفترة سوف تتخلص من الاهتمام الأسري الزائد بشؤون حياتك، ففي مرحلة ما قبل الجامعة يعتني الأهل بولدهم تمام العناية، فبالتالي يتدخلون في كافة أمور حياته بشكلٍ قد يعتبره الولد مزعجًا ومتسلطًا. لكن في الجامعة يتركون الأمر لك، لأنك الآن أصبحت راشدًا بما فيه الكفاية لتدارك مسؤولياتك والاهتمام بحياتك الدراسية وحدك. وهذا في النهاية ينتج عنه شعور بالحرية والاستقلال عن التسلط الأسري المزعوم.


 الأصدقاء الجيدون

جميع الأصدقاء الذين حصلت عليهم في حياتك كلها شيء، وأصدقاء الجامعة شيء مختلف تمامًا. ففي الجامعة أنت تحصل على مجموعة أصدقاء، أو ما نُطلق عليهم (الشلّة)، يجلسون معك دائمًا بسبب وبدون سبب، وفي أوقات الفراغ تتسكعون سويًّا، وفي أوقات الضغط الدراسي تنجزون مهامكم سويًّا وتوزعونها عليكم لتقليل التوتر والضغط. بجانب أنهم الوحيدون الذين سيستمعون إلى شكواك وهمومك دون أن يوبخوك أو يلقون باللوم عليك، ففي المقام الأول أنتم أصدقاء لأنكم تجمعكم صفات متنافرة لكن متجاذبة في طرف أو أكثر. فأنت ارتبط بهم بشكل نفسي بحت، يمكن أن تكونوا جميعًا مختلفين في أشياء عديدة، لكن تربطكم صلة واحدة، ألا وهي صلة الحب الأخوي غير المشروط.


 عمل الأبحاث العلمية بشكل جيد

في الجامعة أنت تقوم بعمل العديد من الأبحاث دوريًّا وفي عديد من المواد الدراسية أيضًا، فالأمر ليس مقتصرًا فقط على المواد ذات الطابع العلمي مثل الفيزياء والأحياء والكيمياء وخلافه. فتلك الأبحاث لها آلية عمل مُحددة تتعلمها بالتدريج مع صنع بحث خلف الأخر وأنت تتقدم في مراحل دراستك الجامعية. تلك الآلية تخولك مستقبلًا من الحكم على المعلومات التي تَرِد إليك من مصادر مختلفة، وتستطيع منها فرز المعلومات بين الصحيحة والخاطئة، فبالتالي تكوّن حصيلة معرفية سليمة وغير قابلة للتشكيك من أي أحد.


 تحديد الأولويات وتوزيع الطاقة بالتساوي بين المهام

كثرة المهام والمواد الدراسية تجبرك على وضع أولويات في حياتك الجامعية، فبالتالي تُكسبك تلك المهارة وتصقلها سنة تلو الأخرى بالجامعة. حتى تتخرج منها وأنت لديك مهارة إنجاز المهام في أسرع وقت وبأفضل كفاءة ممكنة. مما سيساعدك في الترقي بالمناصب في وظيفتك المستقبلية ونيلك لثقة الكثيرين من مُدراء العمل.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire