lundi 5 février 2018

أصحاب الجنة



قال إبن عباس:
 إنه كان شيخ كانت له جنة، وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه.
 
فلما قبض الشيخ وورثه بنوه -وكان له خمسة من البنين- فحملت جنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملا لم يكن حملته من قبل ذلك، فراح الفتية إلى جنتهم بعد صلاة العصر، فأشرفوا على ثمرها ورزقها الذي لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم.
 
فلما نظروا إلى الخير الكثير طغوا وبغوا، وقال بعضهم لبعض: إن أبانا كان شيخًا كبيرًا قد ذهب عقله وخرف، فهلموا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا ألا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئا، حتى نستغني وتكثر أموالنا، ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة. فرضي بذلك منهم أربعة، وسخط الخامس وهو الذي قال عنه الله تعالى: (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون).

فقال لهم أوسطهم: اتقوا الله وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا، فبطشوا به، فضربوه ضربًا مبرحًا.
 
فلما أيقن الأخ أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارهًا لأمرهم، غير طائع، فراحوا إلى منازلهم، ثم حلفوا بالله أن يصرموه إذا أصبحوا، ولم يقولوا إن شاء الله.
 
فابتلاهم الله ودمر جنتهم و أحرقها.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire