lundi 7 octobre 2019

بُعث (صلى الله عليه وسلم) فِي الأرْبَعينَ مِن عُمْرِه


بُعث (صلى الله عليه وسلم) فِي الأرْبَعينَ مِن عُمْرِه، وَهُوَ سِنُّ الكَمالِ، فنَزل عَلَيْهِ المـَلَكُ بِحِرَاءٍ يَوم الإثْنينِ لسبعَ عَشرةَ لَيلةً خَلَتْ مِنْ رَمضانَ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عليهِ الوحيُ اشْتَدَّ ذَلك عَلَيْهِ، وَتَغَيَّر وَجهُه، وَعرِق جَبينُه.
فَلمَّا نَزل عليه الـمَلَكُ قَالَ لَهُ: اقْرأْ. قَال: "لَسْتُ بِقَارِئٍ". فَغَطَّهُ الـمَلَكُ حَتَّى بلغ مِنه الجهدُ، ثُمَّ قَال له: اقْرأْ. فقال: "لَسْتُ بِقَارِئٍ", ثَلاثًا. ثُمَّ قال:{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق: 1 – 5].
فَرَجَع رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) إِلى خَدِيجَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا يرْتجِفُ، وَأخْبرَها بِمَا رَأى, فثبَّتَتْه وَقالتْ لَهُ: أبْشِرْ, فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبدًا، إِنَّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتصْدقُ الحدِيث، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المعْدُوْمَ، وَتُقْرِي الضَّيْفَ, وَتُعِينُ عَلى نَوائِب الدَّهْر.
ثُمَّ انطلقتْ بِه خديجةُ حَتَّى أتتْ وَرقةَ بْنَ نَوفَل، وَهُو ابْنُ عَمِّ خَدِيجةَ، وَكَانَ امْرأً تَنصَّر فِي الجاهِلِيَّةِ، وَكان يَكْتُب الكِتَابَ العِبْرانيَّ، فَكتبَ مِنَ الإِنْجِيْلِ بِالعربيَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أن يكتُبَ, وَكَانَ شَيْخًا كبيرًا قد عَمِيَ، فَقَالَتْ لَه خديجَةُ: يَا ابْن عَمِّ! اسْمَعْ مِن ابْنِ أَخِيك. فَقَال لَهُ وَرقةُ: يَا ابْنَ أَخِي! مَاذَا تَرى؟ فَأخْبَره (صلى الله عليه وسلم) خَبَرَ مَا رَأى. فَقالَ لَهُ وَرقةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أنزَلَه اللهُ عَلَى مُوسى، يَا ليْتَنِي فِيها جَذَعًا, لَيتني أَكُون حيًّا إِذْ يُخْرِجُك قَومُك. فَقالَ (صلى الله عليه وسلم): "أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟" قَالَ: نعمْ؛ لَم يأتِ رَجلٌ قَطُّ بمثْلِ مَا جِئتَ بِه إلا عُودِي، وَإن يُدرِكْنِي يَومُك أَنصُرْك نَصرًا مؤزَّرًا، ثُمَّ لم يلبثْ وَرقةُ أَن تُوُفِّي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire