السباعي: تشغيل الخادمات القاصرات عنف موجه ضد المرأة
الثلاثاء 29 ماي 2012 - 11:23
اعتبرت الدكتورة خلود السباعي أستاذة علم النفس الاجتماعي، أن تشغيل الخادمات دون سن الخامسة عشر داخل البيوت عنف ضد المرأة في شخص تلك الصغيرة الخادمة. مشيرة إلى أنه تكريس لموقف المجتمع الذي لازال يختزل دور الفتاة والمرأة عموما في تأديتها للأعمال المنزلية، وعَبرَه تصبح الطفلة استثمارا وموردا ماليا داخل الأسرة مما يساهم في إلحاق الأذى بنفسيتها وهدم شخصيتها ومستقبلها لاحقا.
وأكدت الأستاذة بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، على أن تشغيل الخادمات القاصرات يعود أساسا إلى منع الفتاة من التمدرس داخل العالم القروي خصوصا، والذي يعتبر دخولها المدرسة أمرا ثانويا وأن للصبيان الأولوية في التمدرس، مما يجعلها بلا ترسانة معرفية ولا تكوين تعليمي تستطيع عبره بناء مستقبلها. وبالتالي توجه مباشرة وهي في سن صغيرة نحو العمل داخل البيوت.
وأضافت السباعي أنه يجب على الساسة والحكومة المغربية اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي، واحترام خصوصيات الفتاة وأخذها بعين الاعتبار، فلا يعقل أن لا تتوافر مراحيض داخل المؤسسات الإبتدائية التي تبعد بكيلومترات عن بعض القرى. إضافة إلى إشكالية غياب وانعدام الإعداديات والثانويات، متسائلة عن إمكانية انتقال الفتاة إلى المدينة من أجل إكمال أطوار دراستها أو الالتحاق بالداخليات في محيط ومجتمع محافظ جدا يجعل بناته دائما تحت الأنظار.
وطالبت الدكتورة خلود بالعناية بالمدرسة والتمدرس. هذا الأخير الذي لا يعني فقط التسجيل وتوزيع الحقائب والكتب المدرسية بداية كل سنة، لأن الأمر يتعداه إلى المتابعة ومحاربة الهدر المدرسي. مؤكدة على ضرورة تقليص الفوارق الاجتماعية والطبقية مابين المدن وهوامشها والقرى والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، إضافة إلى سن قانون منظم لهذا القطاع وتحديد السن القانونية للعمل في هذا المجال، حتى تعمل المرأة بكرامة وعزة نفس وأن لا تكون محط استصغار أو استغلال بسبب طبيعة عملها هذا.
وكانت الجمعيات المناهضة لتشغيل الخادمات القاصرات بالبيوت المغربية قد نادت نهاية الأسبوع الماضي إلى محاربة الظاهرة والقضاء عليها، حيث أبانت العديد من المعطيات الإحصائية المستمدة من المؤسسات الوطنية ذات المصداقية٬ ولاسيما المندوبية السامية للتخطيط٬ إضافة إلى هيئات ومنظمات دولية ارتفاع عدد القاصرات اللواتي تشتغلن كخادمات في البيوت بالمغرب إلى 30 ألف طفلة.
ويعتبر تشغيل الأطفال بالمغرب إشكالية اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وديموغرافية٬ تقتضي وضع العديد من الآليات من أجل حماية الطفولة ومحاربة كل أشكال الاستغلال التي تستهدف هذه الفئة لأغراض سوسيو- اقتصادية ومالية٬ من أجل ردع الانتهاكات التي تتم معاينتها في هذا المجال٬ حيث يعتبر تشغيل الطفلات دون سن الخامسة عشر كخادمات في البيوت بالمغرب ممارسة شائعة تحظى بالقبول وتتمتع بتغاضي القانون عنها.
جدير بالذكر أن المغرب وقع على مجمل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية الطفولة وصادق عليها٬ غير أنه ما زال "متحفظا" بشأن الاستناد إلى المعايير الدولية في وضع وسائل مكافحة الاستغلال الاقتصادي للأطفال بشكل ناجع وصارم٬ خاصة في مجال محاربة ظاهرة تشغيل الطفلات دون سن الخامسة عشر كخادمات في البيوت.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire